المحتوى الرئيسى

البيتكوين يفتح آفاق جديدة للاستثمار

لقد أثر التطور الهائل فى مجال التكنولوجيا الرقمية والمعلومات الذى شهده العالم فى أواخر السنوات الماضية بشكل كبير على شتى المجالات فى الحياة، الأمر الذى أصبح من الضروري على الأفراد أو الشركات أن يواكبوا التطور والتقدم التكنولوجي الحديث والذى بدوره سيؤثر بشكل عام على تغيير العديد من المفاهيم والقواعد الأساسية للاقتصاد وإدخال أفكار جديدة عليه فبدلًا من الاعتماد على الاقتصاد الذى يقوم على رأس المال فقط سيتم إدخال الاقتصاد المبني على المعرفة.

وقد استغلت البنوك والمؤسسات المالية هذا الحراك التكنولوجي الهائل لصالحها حيث قامت بإنشاء بنوك إلكترونية لتسهيل عملية التداول أون لاين على المستوى العالمي، كما ساهم التطور التكنولوجي على خلق عملة افتراضية جديدة هى البيتكوين وذلك عام 20099 والتى تعتبر أول عملة إلكترونية يتم التداول بها، وقد حظيت باهتمام وانتشار واسع على مستوى العالم خصوصًا فى الفترة الأخيرة، ولكن هل سيكون للعملة الرقمية مستقبلًا واعدًا وهل ستكون بديلًا للعملات الورقية المتعارف عليها بين الدول؟

كيف يعمل البيتكوين؟

إن عملة البيتكوين هى عملة إلكترونية إفتراضية مشفرة ليس لها وجود ملموس على أرض الواقع ويتم التداول بها من خلال الإنترنت، كما أن لا يوجد سلطة مركزية أو وسيط يتم من خلاله إدارة المعاملات بمعنى أنها لا تخضع لرقابة، لكنها تستخدم لإجراء تحويلات فورية لأى شخص فى أى مكان بالعالم ومن الممكن أن يتم تحويلها للعملات الورقية.

ويُعد البيتكوين من العملات الافتراضية الأكثر شهرة وانتشارًا على الإطلاق حيث يوجد حاليًا أكثر من 60 عملة تشفيرية مختلفة ولكن ست عملات فقط هى التي لاقت رواجًا بين مستخدميها ويأتى البيتكوين فى مقدمتهم.

البيتكوين يتخطى حاجز 1200 دولار قبيل قرارETF فى 11 مارس

قفزت العملة الرقمية فى سابق من التعاملات لأعلى مستوياتها لتتخطى 1200 دولار أمريكى الأمر الذى جعل أغلبية المستثمرين يتوقعوا أن تقوم الولايات المتحدة  بتأسيس أول صندوق استثمارى لتداول العملات الرقمية وذلك من أجل إضافة جهة رقابية على تداول هذا النوع من العملات مما سيضفي نوعًا من الثقة والأمان لمستثمري العملات الرقمية وهذا سيؤثر بشكل إيجابي على انتشاره بصورة كبيرة.

وبالرغم من ذلك نجد أن البنوك والمؤسسات المالية التقليدية ابتعدت تمامًا عن فكرة العملات الرقمية وتداولها بسبب أنها تحتوي على الكثير من المخاطر فى طياتها كما أنها معقدة وغير مستقرة.

أما عن نشأة البيتكوين فقد تم إصدار برنامجها عام 2008 وتم التداول بها عام 2009 وقد كان أدائها الأفضل من أى عملة أخرى باستثناء عام 2014 حيث سجلت أسوأ أداء بين العملات ومنذ هذا الحين حتى الآن ارتفعت قيمة البيتكوين بنحو 25% حتى وصلت قيمة البيتكوين الواحد ل1200 دولار أمريكى، ويبلغ إجمالى القيمة السوقية للعملات الرقمية نحو 20 مليار دولار أى ما يوزاى حجم اقتصاد دولة أيسلندا.

ويرى بعض المحللين الاقتصاديين أن وجود صندوق استثماري لتداول العملات الرقمية سيكون جاذبًا لكثير من المؤسسات الاستثمارية، ولكن لن تنال العملات الرقمية اهتمام البنوك والمؤسسات المالية الكبرى بالرغم من العوائد المرتفعة المحتملة وعدم ارتباطها بشكل أساسي مع العملات الأخرى.

وفى تصريح للمدير المالى ورئيس استثمارات العملات لدى مؤسسة إنسايت فى لندن "بول لامبرت" قال أن العملة الرقمية البيتكوين لا تتمتع يالسيولة الكافية التى تدفع الشركة للدخول للاستثمار فيها وأضاف أن الشركة تستثمر فى مليارات الدولارات وترحب بالاستثمار فى هذا السوق لكن الوقت الحالى غير مناسب تمامًا.

ومن جهة أخرى قامت ثلاثة صناديق لاستثمار العملات الرقمية بتقديم أوراقها لهيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية من أجل الحصول على اعتماد رسمى لإضافة عمليات التداول نوع من الرقابة والتنظيم، وسوف تبت هيئة الأورقام المالية قرارها بشأن الاعتماد الرسمى للصندوق الذى تقدم به كل من المستثمرين كاميرون وتيلر وينكليفوس منذ أربعة سنوات يوم 11 آذار/مارس الحالى، وإذا قامت الهيئة بالاعتماد الرسمى لها سيكون أول صندوق معتمد أصُدر لتداول العملات الرقمية.  

Comments

عاجل