المحتوى الرئيسى

الانتخابات البرلمانية تهدد الموسم السياحى الشتوى

11/11 20:10

حالة من الاستياء والقلق تسيطر على العاملين بالقطاع السياحى، وبصفة خاصة المرشدين السياحيين، وذلك بعد أن أعلنت عدد من شركات السياحة المصرية بدء نظيرتها من الشركات الأجنبية، فى إيقاف رحلاتها إلى مصر، ابتداءً من النصف الثانى لشهر نوفمبر الجارى، وحتى انتهاء الانتخابات البرلمانية.

الشركات المنظمة أكدت تخوفها من الأجواء التى ستسيطر على الانتخابات، فى ظل الانفلات الأمنى، وهو ما أثار استياء المرشدين السياحيين والعاملين بالقطاع، نظراً لاعتمادهم على الموسم الشتوى الحالى، أملاً فى تعويض أى من الخسائر التى لحقت بهم خلال الأشهر الماضية.

يأتى ذلك فى الوقت الذى أعلن فيه وزير السياحة، منير فخرى عبد النور، خلال مشاركته فى فعاليات بورصة لندن، أن مصر يسودها حالة من الأمن والاستقرار، وأن هناك حالة من التفاؤل خلال الفترة القادمة للموسم السياحى.

أكرم عصام، مرشد سياحى، قال لـ"اليوم السابع"، إن هناك ما يزيد عن 8 شركات أجنبية أبلغت الشركات المصرية التى تتعامل معها عن إيقافها للرحلات القادمة لمصر، وذلك كنتيجة طبيعية للأخبار المتضاربة عن الانتخابات البرلمانية وما قد يحيطها من أجواء غير مستقرة والصورة حتى الآن يشوبها العديد من الاختلافات والصراعات بين القوى السياسية والأحزاب، مما يهدد بحدوث اشتباكات أثناء فترة الانتخابات.

وأضاف عصام، أن الموسم السياحى الشتوى سيتوقف على النتيجة الأولى والأجواء التى ستحيط بالمرحلة الانتخابية الأولى، التى يعد مرورها بسلام هو بوابة الاطمئنان بالنسبة لشركات السياحة الأجنبية وإزالة حالة القلق المتواجدة لديهم، مما يمهد بعودة الحركة مرة أخرى دون قلق خلال المرحلتين الثانية والأولى.

فيما أكد محمد عبد الجبار، المستشار السياحى لمصر لدى إيطاليا، أن هناك حالة من الترقب لدى منظمى الرحلات السياحية بإيطاليا، انتظارا لما ستسفر عنه الانتخابات البرلمانية المقبلة فى مصر، نظرا للتصريحات المختلفة التى صدرت عن التيارات الإسلامية بخصوص وضع ضوابط للسياح القادمين لزيارة مصر، مضيفا أن مؤشرات الحجوزات المستقبلية مبشرة للغاية، لكن تنفيذ الرحلات يتوقف على التداعيات التى تصاحب العملية الانتخابية.

وأن وفدا من الشركات الإيطالية زار أسوان مؤخرا للتأكد من استقرار الأوضاع الأمنية بالمقصد المصرى وتوجيه رسالة إلى السائح الإيطالى، من خلال رابطة "مصر فى قلوبنا"، والتى تم تشكيلها عقب ثورة 25 يناير لدعم السياحة لمصر، والتى تضم عددا من الإعلاميين والفنانين وكبار الشخصيات العامة وعددا من منظمى الرحلات المتعاملين مع السوق المصرى.

يذكر أن وفدا يضم 30 مستثمرا إيطاليا زار القاهرة مؤخرا لبحث إقامة عدد من المشروعات السياحية والصناعية والزراعية، ومنها إقامة منتجعات سياحية متكاملة فى عدة محافظات، من بينها شرم الشيخ ومرسى علم، والتقى المستثمرون بوزير السياحة منير فخرى عبد النور، ووزيرى الصناعة والزراعة.

فيما أكد كورينو فيا، من أكبر منظمى الرحلات الإيطالية إلى مصر، أن أوروبا تنظر بعين الترقب لوضع مصر خلال الفترة القادمة وتنتظر من سيأتى إلى البرلمانى المصرى، مؤكداً أن هذا الترقب رغم ما يحمله من بعض التخوفات إلا أنه لا يستهدف أى أحزاب أو تيارات سياسية أو دينية بقدر ما ستسفر عنه من تشريعات تهتم فى المقام الأول بالقطاع السياحى، وشدد على أن السائح الإيطالى يحترم عادات وتقاليد الشعب المصرى، وأنه سعيد بوصول أى تيار إلى البرلمان فى حالة احترامه واهتمامه بالمقصد السياحى، فجميع الثورات الناجحة فى الدول المتقدمة ومنها تركيا هى التى وضعت القطاع السياحى فى مقدمة أجندتها.

وفى السياق ذاته، أكد إسلام سعيد، مرشد سياحى ورئيس ائتلاف المرشدين السياحيين الإيجابيين، أن أكبر شركات السياحة على مستوى العالم والمورد الحقيقى للسائحين لمصر ألغت كافة حجوزاتها خلال الموسم الشتوى القادم نظرا لقلقها من أى اضطرابات قد تحدث خلال الانتخابات ،موضحا أن هناك حالة استياء بين شركات السياحة المصرية، نظرا لإلغاء الشركات الأجنبية للحجوزات خلال المراحل الثلاثة للانتخابات البرلمانية.

وأشار إلى أن السوق المصرى سيخسر كثيرا خلال الفترة القادمة نظرا لفرض أمريكا الحظر على رعاياها للقدوم لمصر خلال الانتخابات وهو ما يعد خسارة كبيرة للقطاع السياحى المصرى، نظرا لأن السائح الأمريكى يعد من أكثر السياح إنفاقا، فى حين أن كلا من مدينتى شرم الشيخ والغردقة فقط ستشهد تواجدا مكثفا للسائحين الروس والإنجليز الذين يلتزمون بتحذيرات بلادهم بعدم التواجد بالقاهرة أو الأقصر وأسوان والاتجاه للمدن البعيدة عن القاهرة وأحداث الشغب التى تسيطر عليها من حين لآخر.

وأوضح سعيد إلى أن المستفيد الوحيد من اتجاه كبرى الشركات الأجنبية لإيقاف رحلاتها لمصر خلال الفترة القادمة هى دول شرق آسيا والهند وسنغافورة وغيرها من الدول الضعيفة سياحيا والتى تجد الوقت الحالى فرصة للاستمتاع برحلاتها لمصر بـ"رخص التراب".

ومن جانبه قال ماهر نصيف، مالك إحدى شركات السياحة لـ"اليوم السابع"، إنه بدءا من 20 نوفمبر وحتى نهاية الانتخابات البرلمانية فإن نوعية السائحين المتواجدين سيكونوا أقل نوعية من السائحين الذين فرضت بلادهم عليهم الحظر من القدوم لمصر وفى مقدمتهم أمريكا.

وأكد نصيف أن خوف السائحين من القدوم لمصر خلال فترة الانتخابات هو نتيجة طبيعية لأن السائحين لا يفدون إلى الدول التى يحيط بها القلق والاشتباكات من وقت لآخر لأنهم يبحثون عن الراحة والهدوء والاستمتاع برحلتهم وليس عن القلق أو بلد غير مستقرة أمنية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل