وقت ساعة الاستجابة من يوم الجمعة : في يوم الجمعة كثير من البركات فمن المعروف أن هناك ساعة استجابة في يوم الجمعة غير معلومة و الذين قالوا بتعيينها ، اختلفوا على أحد عشر قولًا .
وقت ساعة الاستجابة من يوم الجمعة :
ساعة الاستجابة من يوم الجمعة هي ساعة غير معلومة و غير معينة و الذين قالوا بتعيينها ، اختلفوا على أحد عشر قولًا .
قال ابن المنذر:
روينا عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: هي مِن طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، وبعدَ صلاة العصر إلى غروبِ الشمس.
القول الثاني: أنها عند الزوالِ، ذكره ابن المنذر عن الحسن البَصري، وأبي العالية.
القول الثالث : أنها إذا أذن المؤذِّن بصلاة الجمعة، قال ابن المنذر: روينا ذلك عن عائشة رضي الله عنه.
القول الرابع : أنها إذا جلس الإمامُ على المنبر يخطُب حتى يفرُغ قال ابن المنذر: رويناه عن الحسن البصري.
القول الخامس : قاله أبو بردة : هي الساعة التي اختار الله وقتها للصلاة.
القول السادس : قاله أبو السوار العدوي، وقال: كانوا يرون أن الدعاء مستجاب ما بين زوال الشمس إلى أن تدخل الصلاة.
القول السابع : قاله أبو ذر: إنها ما بين أن ترتفع الشمس شبرًا إلى ذراع.
القول الثامن : أنها ما بين العصر إلى غروب الشمس ، قاله ” أبو هريرة “، و عطاء ، و عبد الله بن سلام ، و طاووس ، حكى ذلك كله ابن المنذر.
القول التاسع : أنها آخرُ ساعة بعد العصر ، و هو قول أحمد ، و جمهور الصحابة ، و التابعين.
القول العاشر : أنها من حين خروج الإِمام إلى فراغ الصلاة ، حكاه النووي و غيره.
أما القول الحادي عشر : أنها الساعة الثالثةُ من النهار ، حكاه صاحب (المغني) فيه و قال كعب : ” لو قسم الإِنسان جمعة في جمع ، أتى على تلك الساعة ” .
و قال عمر : ” إن طلبَ حاجة في يوم ليسير ” .
و أرجح هذه الأقوال : قولان تضمنتهما الأحاديث الثابتة ، و أحدهما أرجح من الآخر.
الأقوال التي ترجحها الأحاديث الشريفة :
القول الأول :
أن ساعة الاستجابة تكون من جلوس الإِمام إلى انقضاء الصلاة (صلاة الجمعة ) ،
و حجة هذا القول ما روى مسلم في (صحيحه) من حديث أبي بُردة بن أبي موسى
أن عبد الله بن عمر قال له : أسمعتَ أباك يحدِّث عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في شأن ساعة الجمعة شيئًا ؟
قال : نعم سمعتُه يقول : سمعتُ رسولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول :
” هِيَ مَا بَيْنَ أَن يَجْلِسَ الإِمَامُ إلى أن تُقْضَى الصَّلاَةُ» . وروى ابن ماجه، والترمذي، من حديث عمرو بن عوف المزني، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «إنَّ في الجمُعة سَاعةً لا يسألُ اللهَ العبد فيها شيئًا إلاَّ آتاه اللهُ إيَاه”
قالوا : يا رسول الله ! أَيَّةُ سَاعَةٍ هِيَ ؟ قال : ” حِينَ تُقام الصَّلاة إلى الانصراف منها”
القول الثاني :
أن ساعة الاستجابة تكون من بعد العصر ، و هذا أرجح القولين ،
و هو قول عبد الله بن سلام ، و أبي هريرة ، و الإِمام أحمد ، و خلق .
و حجة هذا القول ما رواه أحمد في (مسنده) من حديث أبي سعيد و أبي هريرة
أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قال: ” إنَ في الجمعة ساعةً لا يُوافِقها
عَبْدٌ مسلم يَسأَلُ الله فيهَا خَيْرًا إِلاَّ أعْطاه إيَّاهُ و هِيَ بَعْدَ العَصرِ » .
وروى أبو داود والنسائي ، عن جابر ، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:
” يوم الجمعةِ اثنَا عَشَرَ سَاعَةً، فِيهَا سَاعَةٌ لاَ يُوجَدُ مُسلِمٌ
يَسْأَلُ اللهَ فِيهَا شَيْئًا إلاَّ أعطَاه ، فالتَمِسُوها آخِرَ سَاعَةٍ بَعدَ العَصر” .
و روى سعيد بن منصور في (سننه) عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ،
أن ناسًا من أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اجتمعوا ،
فتذاكروا الساعة التي في يوم الجمعة ، فتفرَّقوا و لم يختلِفوا أنها آخرُ ساعة من يوم الجمعة .
-
وفي (سنن ابن ماجه) :
عن عبد الله بن سلام، قال : قلت ورسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
جالِس : إنَّا لَنَجِدُ في كِتَابِ الله (يعني التوراة) في يَومِ الجمُعَة سَاعَة
لا يُوافِقُها عَبدٌ مُؤمِنٌ يُصلي يسألُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ شَيْئًا إِلاِّ قَضَى الله لَهُ حَاجَتَهُ قَالَ عَبدُ اللهِ: فأشارَ إلي رسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو بَعْضَ سَاعَةٍ .
قلت : صدقتَ يا رسُولَ الله ، أو بَعضَ سَاعة .
قلت : أَيُّ ساعةٍ هي ؟ قال : ” هي آخرُ ساعةٍ من سَاعات النَّهار” .
قلت : إنها ليست ساعةَ صلاة ، قال : ” بلى إن العبدَ المؤمنَ إذا صلَّى ، ثم جَلَسَ لا يجلِسُه إلاً الصلاَة ، فهو في صَلاةٍ “.
-
في (مسند أحمد) من حديث أبي هريرة
قال : قيل للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لأي شيء سُمِّيَ يوم الجمعة ؟
قال : ” لأنّ فيها طُبِعَتْ طينَةُ أبيك آدَمَ ، و فيها الصَّعْقَةُ و البَعْثَةُ ،
و فيها البَطْشَةُ ، و في آخِر ثَلاثِ سَاعَاتٍ مِنْها سَاعَةٌ مَنْ دَعَا الله فِيهَا استُجيبَ لَهُ ” .