هناك الكثر من المفاهيم الخاطئة التي انتشرت حول صلاة الاستخارة و تؤدي في كثير من الأحيان إلى تصرفات و أفعال خاطئة تماماً و ربما تؤدي إلى قطع بعض العلاقات و وقف عمل أشيا جيدة و مفيدة للشخص و لكن نتيجة كثير من مفاهيم خاطئة حول صلاة الاستخارة يخسر الشخص الكثير من الأشياء أو يخطئ بالحكم عليها .
مفاهيم خاطئة حول صلاة الاستخارة
المفهوم الأول الخاطئ :
الاعتقاد بأن صلاة الاستخارة تشرع عند الحيرة و التردد بين أمرني و هذا غير صحيح تماماً
فقد قال صلى الله عليه و سلم في الحديث ” إذا هم أحدكم بالأمر ….” و لم يأتي القول بكلمة ” تردد ” أما الهم فهو مرتبة تسبق القيام بالفعل
و لكي يتم توضيح كلمة” الهم “ و أنها تعني توجيه الإرادة بالفعل للقيام بهذا الفعل
و أخذ التدابير التي تؤدي إليه قال تعالي : ” و همت به و هم بها … إلى آخر الآية ” سورة يوسف
و من المعروف أن امرأة العزيز كانت قد أخذت كل التدابير التي تمكنها من يوسف عليه السلام
و من هنا فنحن نتأكد من أن المقصود ب كلمة “هَّمَّ” ليس التردد أو الحيرة .
لذلك فإن الاستخارة تأتي بعد اتخاذ القرار من المستخير فهو يطلب بذلك من الله أن يكتب له الخير
فيما يعتزم على القيام به و إذا اعتزم على ترك شيء فإنه بذلك يطلب من الله أن يكتب له الخيرة على ما تركه و يعوضه بالأفضل منه .
المفهوم الثاني :
اعتقاد البعض أنهم يجب أن يروا رؤيا بعد أداءهم صلاة الاستخارة مما يدفعهم إلى التوقف عن اتخاذ القرار أو أداء الفعل حتى يرى الرؤيا التي تساعد وتدعمه على هذا القرار و هذا الاعتقاد باطل تماماً ولا دليل عليه بل يجب أن يتخذ الإنسان القرار مباشرة و يعزم على الفعل و الاستخارة كما ذكرنا أنها تفويض الأمر لله عز و جل ليجعل فيه الخير بعد الأخذ بالأسباب .
المفهوم الثالث :
اعتقاد بعض الأشخاص أنه لابد و أن ينشرح صدره للفعل بعد الاستخارة و هذا لا دليل عليه
و ذلك لأن الاستخارة هي تفويض الأمر لله تعالى حتى لو كان الإنسان كارهاً لهذا الأمر فقال عز وجل : ” وَ عَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَ عَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَ هُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَ اللّهُ يَعْلَمُ وَ أَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ “
و هذا الإعتقاد يجعل الناس يصابوا بالحيرة أكثر و أكثر و يقوموا بإعادة صلاة الاستخارة مرات و مرات .
المفهوم الرابع :
فعل الرسول صلى الله عليه و سلم ، لم ينقل لنا أحد من الصحابة الكرام أن
الرسول صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الاستخارة قبل موقعة بدر أو قبل موقعة أحد
أو قبل موقعة الخندق أو تبوك ، رغم ما كان يعيشه المسلمون في تلك المواقع من ضيق و حرج و حاجة ،
و إنما الذي تواتر عنه صلى الله عليه و سلم أخذه بمبدأ الشورى ، و العمل بالأسباب و التدابير التي تؤدي إلى النصر ، و بعد ذلك التوجه إلى الله بالدعاء و طلب العون و النصر .