تعرف على كيفية التيمم في الإسلام وشروطه الصحيحة

كيفية التيمم

كيفية التيمم : التيمم هو نوع من الطهارة في الإسلام و هو بديل عن الوضوء في حال عدم وجود الماء أو في حالة عدم استطاعة استخدامه بسبب مرض أو لأى سبب آخر، فما هي كيفية التيمم الصحيح وما هي شروطه؟
إليك الإجابة في السطور التالية.

مشروعية التيمم

  •  يقول الله تعالى : (وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً
    فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا)
    .
  • و قد قال النبي ﷺ : “و جعلت لي الأرض مسجداً و طهوراً ” أي : للرسول و لأمته.
  • و أجمع أهل العلم على مشروعية التيمم بدلاً عن الغسل و الوضوء في أحوال خاصة (مراتب الإجماع ص 22, الإجماع لابن المنذر ص 35-36).
  • في الصحيحين من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال :
  • قال ﷺ: “أعطيت خمسًا لم يعطهن أحد قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر,
  •  و جعلت لي الأرض مسجدًا و طهورًا , فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل”
  • (البخاري 335, مسلم 521), و في لفظ : “فعنده مسجده و عنده طهوره” (أحمد 22137).
  • و هي مزية و رحمة و تيسير لهذه الأمة , و لهذا قال بعد آية الوضوء و التيمم في سورة المائدة :
  •  }مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون{

كيفية التيمم الصحيح

لمعرفة كيفية التيمم الصحيح للمسلم يجب بيان بعض الأُمور، وهي:

  1. كيفية التيمم ، ضرب باطن اليدين على الأرض ، و يكفي وضعهما عليها أيضاً ، -والأحوط وجوباً –
    أن يفعل ذلك دفعة واحدة.
  2. مسح الجبهة ، و هكذا الجبينين – على الأحوط وجوباً – باليدين من قصاص الشعر إلى طرف الأنف الأعلى
    وإلى الحاجبين – والأحوط الأولى – مسحهما أيضاً.
  3. وأخيرًا من خطوات كيفية التيمم هو المسح بباطن اليد اليسرى تمام ظاهر اليد اليمنى من الزند إلى أطراف الأصابع،
    و المسح بباطن اليمنى تمام ظاهر اليسرى – والأحوط وجوباً – رعاية الترتيب بين مسح اليمنى و اليسرى.
    و يجتزيء في التيمّم سواء كان بدلاً عن الوضوء ، أم الغسل بضرب اليدين أو وضعهما على الأرض مرة واحدة،
    – والأحوط الأولى – أن يضرب بهما أو يضعهما مرة أخرى على الأرض بعد الانتهاء من مسح الوجه و اليدين،
    فيمسح ظاهر يده اليمنى بباطن اليسرى، ثم يمسح ظاهر اليسرى بباطن اليمنى.
    لقول الرسول ﷺ لعمار بن ياسر:
    “إنما كان يكفيك أن تقولَ هكذا، وضرَبَ بيديه إلى الأرضِ، فنَفَضَ يديه فمسَحَ وجهَه وكفيْه” صحيح مسلم.

يشترط في التيمّم أُمور:

كيفية التيمم

  •  أن يكون المكلّف معذوراً عن الطهارة المائية ، فلا يصحّ التيمّم في موارد الأمر بالوضوء أو الغسل.
  • إباحة ما يتيمّم به.
  •  طهارة التراب ونحوه ــ و الأحوط وجوباً ــ اعتبار الطهارة في الشيء المُغبَر أيضاً ، كما أنّ ــ الأحوط لزوماً ــ أن يكون ما يتيمّم به نظيفاً عرفاً.
  •  أن لا يمتزج بغيره مما لا يصحّ التيمّم به كالتبن أو الرماد ، نعم لا بأس بذلك إذا كان المزيج مستهلكاً.
  •  طهارة أعضاء التيمّم على المشهور ، ولكن الظاهر عدم اعتبارها
  • نعم يعتبر أن لا تكون النجاسة حائلة ، أو متعدّية إلى ما يتيمّم به.
  •  أن لا يكون حائل بين الماسح والممسوح.
  •  أن يكون المسح من الأعلى إلى الأسفل على ــ الأحوط لزوماً ــ.
  •  النية على تفصيل مرّ في الوضوء ــ و الأحوط لزوماً ــ أن تكون مقارنة للضرب ، أو الوضع.
  •  الترتيب بين الأعضاء على ما مرّ.
  •  الموالاة: والمناط فيها أن لا يفصل بين الأفعال ما يخلّ بهيئته عرفاً.
  •  المباشرة مع التمكّن منها.
  •  أن يكون التيمّم بعد دخول وقت الصلاة على ــ الأحوط استحباباً ــ وإن كان يصحّ قبله أيضاً
  • مع عدم رجاء زوال العذر في الوقت ، وأما مع رجاء زواله فلا يجوز التيمّم حتى بعد دخول الوقت كما سيأتي
  • و إذا تيمّم لأمر واجب أو مستحب قبل الوقت و لم ينتقض تيمّمه حتى دخل وقت الصلاة لم تجب عليه إعادة التيمّم
  • و جاز أن يصلّي مع ذلك التيمّم إذا كان عذره باقياً.

فروض التيمم

  • أن يدخل وقت الصّلاة
    فمن أراد التيمّم ليصلي الظهر على سبيل المثال فلا يتيمّم إلا بعد أن يُؤَذَّنَ لصلاة الظهر،
    فإن تيمم قبل الأذان ثمّ أذن المؤذن لصلاة الظهر فعليه أن يتيمّم مرة أُخرى؛ لأن التيمّم الأول كان قبل الأذان.
  • النيّة
    وذلك بأن ينوي عند التيمّم استباحة الصّلاة، واستباحة كل ما منعه الحدث.
  • أن يتيمّم بالتراب الطّاهر، فلا يتيمم بالزّجاج أو الخزف المحروق، أو الجبصين المحروق، أو بالرمل الذي لا غبار له،
    وأجاز أبو حنيفة التيمّم بالحجر والطين والحائط وحتى بالملح إن كان مصدره الأرض لا البحر.
  • مسح الوجه بعد الضربة الأولى بكفيه على التراب.
  • مسح اليدين إلى المِرفقين بعد الضربة الثّانية بكفّيه على التراب.
  • ومن فروض التيمّم عند الشافعية التّرتيب؛ بأن يبدأ المُتَيَمّم بالوجه، ثم اليدين إلى المرفقين.

سنن التيمم

للتيمّم سنن لمن أراد أن يتيمّم اقتداءً بالنّبي ﷺ لينال أجر السنّة وثوابها، وهي:

  • التّسمية: والتّسمية هي أن يقول المُتَيَمِّم في بداية التيمّم: بسم الله الرّحمن الرّحيم.
  • التّيامن: وهو أن يقدّم المتيمّم يده اليمنى على اليُسرى عند التيمم.

ما هى حالات شروع التيمم؟

كيفية التيمم

  • الحالة الأولى: عند عدم وجود الماء
    بحيث لا يجده أصلاً ، أو يجد ماءًا لا يكفيه لإتمام الوضوء ، أو ليس لديه من الماء إلا ما يكفيه للشرب
    و الطبخ هو و من معه.

أمور متعلقة بعدم وجود الماء :

إذا وجـــد مـن المـاء ما لا يكفــــي لوضوئه أو غسله من الجنابة :

  • إلى أنه يلزمه استخدامه ثم يتيمم ، لقول الله تبارك و تعالى [فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ].
    (مغني المحتاج 1/249, الفروع 1/289)
  •  يلزمه و هو الأرجح لأنه عادم للماء الكافي لطهارته فكأنه عادم لجميع الماء. (البحر الرائق 1/146, الشرح الكبير 1/149).
البحث عن الماء قبل التيمم:

يجب على المسلم البحث عن الماء إن ظن أو شك بوجوده في مكان يمكنه من استخدامه،
و لكن ما الحكم إن كان الماء بعيداً جداً ؟

  •  اختلف أهل العلم في ضابط بُعْد الماء الذي يبيح التيمم على أقوال
    فمنهم من ذكر الميل أو الميلين و غير ذلك (الدر المختار 1/246, الشرح الكبير 1/153, مغني المحتاج 1/246-247).
  • و الراجح: ما ذهب إليه الحنابلة في أنه يطلبه و يبحث عنه فيما قرب منه عادة (كشاف القناع 1/167).
  • و يختلف ذلك باختلاف أحوال الناس: فينظر حال الشخص و وسيلة المواصلات التي معه
    و طبيعة الطريق إلى الماء هل هو منبسط ميسر ممهد و آمن أم طريق وعر عسير
    و حال الصلاة هل هي في أول وقتها أم آخره ، و غير ذلك من الاعتبارات الأخرى.

يلزم شراء الماء للوضوء بشرطين:

  •  أن يكون بسعر المثل أو بزيادة و غبن يسير غير فاحش.
  •  أن يكون مال شراء الماء زائداً عما يحتاجه.
ولكن.. هل يلزمه قبول الماء إذا أهدي إليه؟

ذهب جمهور أهل العلم إلى لزوم قبول الماء إذا أهدي و وهب لك ، و يتأكد هذا القول في هذا الزمان
الذي صار فيه الحصول على الماء أمرًا ميسورًا ، و يبعد المن به

وتعارف الناس على التعاون و التشارك فيه (الشرح الكبير 1/152, مغني المحتاج 1/251، كشاف القناع 1/165، وانظر: البناية 1/568).

  • الحالة الثانية: عدم القدرة على استعمال الماء
    يشرع التيمم لمن يضره الماء أو يزيد مرضه أو يؤخر علاجه ، و يعرف ذلك بالعادة أو إخبار الطبيب الحاذق .
  • الحالة الثالثة: التيمم بسبب البرد

    اتفق أهل العلم على مشروعية التيمم خشية ضرر البرد، ولا يلزم المسلم إعادة الصلاة بعد ذلك،
    على مذهب جماهير أهل العلم من الأئمة الأربعة.
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية : “التيمم خشية البرد جائز باتفاق الأئمة ” (مجموع الفتاوى21/462)،
    و قال: “و أما الإعادة فقد تنازع العلماء في التيمم لخشية البرد هل يعيد في السفر والحضر أو لا يعيد في الحضر فقط؟على ثلاثة أقوال ، و الأشبه بالكتاب و السنة أنه لا إعادة عليه بحال” (مجموع الفتاوى 21/466).

ولكن ذلك لا يجوز إلا بشروط:
  1.  أن يكون الضرر من استخدام الماء متيقناً أو مرجحاً
    ليس لمجرد صعوبة الأمر و كراهيته فذلك لا يجيز التيمم، بل ورد الفضل العظيم و الأجر الوافر
    في الوضوء على تلك الحالة
    فقد روى الإمام مسلم أن رسول الله ﷺ قال : “ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟”
    قالوا : بلى يا رسول الله قال : “إسباغ الوضوء على المكاره ، و كثرة الخطا إلى المساجد ، و انتظار الصلاة بعد الصلاة ، فذلكم الرباط” (مسلم 251) (و الإسباغ : هو الإكمال و الإتمام . و المكاره : جمع مَكْرَه، من الكره،
    و هو ما يشق إيصال الماء إليه لبرد شديد و نحو ذلك).
  2.  أن لا يمكنه تسخين الماء أو الاحتماء من البرد
     قبل خروج الوقت، فمتى أمكنه تسخين الماء أو استعماله على وجه يأمن فيه عدم الضرر
    كأن يغسل عضواً عضواً كلما غسل شيئا ستره لزمه ذلك (انظر: كشاف القناع 1/163).

من كان في مكان بارد ولا يستطيع تدفئة الماء أو الاحتماء من البرد وأصابته جنابة و يستطيع الوضوء،
و لكنه لا يقدر على الغسل، فماذا يفعل؟

  اختلف أهل العلم في هذه المسألة على قولين :
  1. عليه أن يستخدم الماء
     فيما يستطيع من أعضاء الوضوء وغيرها ثم يتيمم عن ما لا يستطيع
    و هو الظاهر عند الشافعية والصحيح في مذهب الحنابلة وعليه الأصحاب (روضة الطالبين 1/96،الإنصاف 1/273)
    وهو الأحوط بلا شك.
  2. يكفيه أن يتيمم
     و لا يلزمه الوضوء ، و هي رواية عند الحنابلة حكاها ابن الزاغوني؛ لأن التيمم يكفي عن الغسل
    والوضوء فالغسل من الجنابة هو الواجب عليه.
    وهو الطهارة الكبرى لا يستطيعه فيجزئ عنه التيمم ، و إذا حصلت الطهارة الكبرى دخلت فيها الطهارة الصغرى.
    وقد سئل الشيخ محمد بن عثيمين : من تيمم خشية البرد عن غسل واجب ، في البر
    فهل يلزمه أن يتوضأ عملاً بقوله تعالى : {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} و كونه أحد الطهارتين؟
    فأجاب: لا يلزمه ، لأن الصلاة صحت بدونه.
    فلم يكن له فائدة ، لكن إن أراد النوم أو الأكل شرع له أن يتوضأ حينئذ (ثمرات التدوين من مسائل ابن عثيمين1/21).
نواقض التيمم
  • ينتقض التيمم بحدوث أي ناقض من نواقض الوضوء، وهي: الحَدَث، والرّيح، والنّوم، والإغماء،
    وكل ما ينقض الوضوء ينقض التيمّم.
  • ينتقض التيمّم بوجود الماء لمن كان سبب تيمّمه عدم وجود الماء، ويكون انتقاض التيمّم بوجود الماء
    قبل الدخول في الصّلاة، فإن تيمّم شخص وبدأ بالصّلاة ثم حضر الماء فلا ينتقض تيمّمه، بل يُتم صلاته ويُكملها لا يُعيدها.

استعرضنا كيفية التيمم للمسلم وشروطه الصحيحة ونواقضه كذلك،
أخبرنا إذا كان هناك أسئلة أخرى تحتاج لإجابتها؟ 

مواضيع قد تعجبك