الإسلام هو الإنقياد لله سبحانه و تعالى و توحيده و الانقياد التام لأوامره فجوهر الإسلام هو الخضوع الإختياري للمسلم و بناءاً على هذا الخضوع يكون الثواب و العقاب كما أن الإسلام هو اتباع التعاليم الدينية كما أنزلها الله تعالى على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم و التي تستهدف مصالح العباد فى الحياة الدنيا و تم توضيح أحكام العقيدة الإسلامية ، و أخلاقها ، و آدابها ، و عباداتها في القرآن الكريم وهو كتاب الله و سنة نبيه محمد صلى الله عليه و على آله و سلم .
أركان الإسلام :
الإسلام يقوم على خمسة أركان بينها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : ” بُني الإسلام على خمس
شهادة أن لا إله إلا الله , و أن محمداً رسول الله و إقام الصلاة , و إيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان )
متفق عليه أخرجه البخاري برقم 8
الركن الأول
ركز هذا الركن على اثنان من شهادات التوحيد الأولى هي : “لا إله إلا الله” ، و التي تؤكد في الاعتقاد بالإله الواحد (التوحيد) . و الثانية : “محمد رسول الله” .
قال تعالى : “بديع السماوات و الأرض أنى يكون له ولد و لم تكن له صاحبة و خلق كل شيء
و هو بكل شيء عليم ، ذلكم الله ربكم لا إله إلا الله هو خالق كل شيء
فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل” سورة الأنعام/101-102 .
الركن الثاني
الصلوات الخمس ، أي أنه يجب على المسلم إقامة الصلوات الخمس و هي : صلاة الفجر ، الظهر ، العصر ، المغرب ، وفي المساء صلاة العشاء .
و الاتجاة الذي يجب أخذه فى الصلاة هو القبلة تكون نحو مكة المكرمة خلال اقامتنا للصلوات ،
و يجب أن نلتزم الطهارة ، إما عن طريق الوضوء أو الاستحمام .
في قوله تعالى : ” حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين ” سورة البقرة/238
و الحفاظ على الصلاة في المسجد للرجال هي سبب لدخول الجنة
قال صلى الله عليه وسلم ” من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في الجنة نزلاً كلما غدا أو راح ” . رواه مسلم برقم 669 .
و الصلوات الخمس واجبة على كل مسلم و مسلمة في اليوم و الليلة : ” إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً ”
سورة النساء/ 103 .
و الصلاة تقرب بين العبد و ربه و كانت قرة عين الرسول صلى الله عليه و سلم
فكان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة يناجي ربه و يدعوه و يستغفره ، و يسأله من فضله .
الركن الثالث
هو الزكاة ، و تدفع هذه الزكاة للفقراء و المحتاجين .
يتم حساب هذا المبلغ عادة في جزء من أربعين واحدة ، أو 2.5 في المئة من قيمة
جميع الأصول السائلة و العقارات المدرة للدخل التي يملكها المسلم .
فهو يقدمها لإطعام الفقراء و المساكين ، و مساعدة المحتاجين .
و تعتبر الزكاة بمثابة تذكير للمسلم بمسئولياته الإجتماعية الأوسع تجاه أبناء مجتمعه .
قد قال عز وجل : “خذ من أموالهم صدقة تطهرهم و تزكيهم بها وصلّ عليهم إن صلاتك سكن لهم” سورة التوبة/103 .
و إخفاء الزكاة أفضل من إظهارها أمام الناس كما قال تعالى : ” إن تبدوا الصدقات فنعمّا
هي و إن تخفوها و تؤتوها الفقراء فهو خير لكم و يكفر عنكم من سيئاتكم و الله بما تعملون خبير ) سورة البقرة / 271
و إذا أخرج المسلم الزكاة فلا يجوز صرفها إلا فيما ذكر الله بقوله تعالى : ” إنما الصدقات للفقراء و المساكين
و العاملين عليها و المؤلفة قلوبهم و في الرقاب و الغارمين و في سبيل الله و ابن السبيل فريضة من الله و الله عليم حكيم ”
سورة التوبة /60 .
الركن الرابع
هو صيام شهر رمضان (شهر رمضان هو الشهر التاسع من التقويم الإسلامي القمري) ،
و يبدأ الصيام من شروق الشمس الى غروبها .
و من المفترض أن يمتنع المسلم عن تناول الطعام و الشراب ، و الشهوات خلال ساعات النهار ،
مما يدل على تأكيد من الوعي الأخلاقي و بمثابة عمل تنقية لرغبات المرء الجسدية في سبيل الله .
التجربة المباشرة لألم الجوع و العطش على مدى هذه الفترة الطويلة من الزمن
و ذلك ليتذكر المسلم مدى الألم و الجوع الذي يعاني منه الفقراء .
قال تعالى ” يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ” سورة البقرة /183
الركن الخامس
هو الحج إلى مكة المكرمة خلال الأيام العشرة الأولى من شهر ذي الحجة
و ذلك لمن لديه القدرة المادية و الجسدية على القيام بهذه الرحلة الشاقة و أداء شعائر الحج .
قد قال تعالى ” و لله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا و من كفر فإن الله غني عن العالمين” سورة آل عمران /97 .
الإختلاف بين أركان الإسلام الخمس و أركان الإيمان :
تكلمنا في السابق عن أركان الإسلام ، سنتحدث الآن عن أركان الإيمان و هم ستة .
أركان الإيمان الستة هي : ” الإيمان بالله و ملائكته ، و كتبه ، و رسله ، و اليوم الآخر ، و الإيمان بالقدر خيره و شره “.
أما عن الفرق بين كلاً من أركان الإسلام و أركان الإيمان
هو أن أركان الإسلام هي أعمال ظاهرة حيث تقوم بها الجوارح ، من صلاة و زكاة و صيام و حج
أما عن أركان الإيمان : فهي أعمال باطنة محلها القلب ، من إيمان بالله و ملائكته ، و كتبه ، و رسله ، و اليوم الآخر ، و الإيمان بالقدر خيره و شره .
فكون الإنسان مسلم ليس بالضرورة يعني ذلك أنه مؤمن فقال تعالى في كتابه الكريم : ” قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَ لَمَّا يَدْخُلِ الْأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ” (الحجرات: 14) .
تفضيل الإسلام :
جعل الله الإسلام خاتماً لباقي الأديان السماوية ، و ارتضاه من عباده ، و ما كان ذلك إلا لميزة تميز بها الإسلام عن سائر الأديان الأخرى ، و خصوصية خصه الله به دون غيره و هذه الميزة أو الخصوصية تدل على فضيلة هذا الدين على سواه من الأديان السماوية الأخرى .
قال تعالى فى كتابه العزيز : ” و َمنْ يَبْتَغِ غيرَ الإسلامِ ديناً فَلَنْ يُقْبَلَ منه ”
و قال تعالى أيضاً : ” اليومَ أكملتُ لكم دينكم و أتممتُ عليكم نِعمتي و رضيتُ لكم الإسلام ديناً ” .
و قال صلى الله عليه وسلم عن الدين الإسلامي : ” أحبُّ الدين إلى الله الحنيفيةَ السَّمحة ” .
فضائل الإسلام :
فضائل الإسلام كثيرة جدا و منها :
- عصمة الدم فإن دين الله الحق جاء عاصما للدم فيقول النب صلى الله عليه وسلم : “أُمرتُ أنْ أُقاتلَ الناسَ حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، و أني رسول الله ، و يقيموا الصلاة ، و يؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم و أموالهم إلا بحقها ، و حسابهم على الله تعالى ” .
- اليُسرُ و السَّماحةُ فيه ، فليسَ دين اللهِ تعالى موصوفاً بالشِّدَّةِ و الغِلْظة و القسوة ، كيف يكون هذا من دينٍ يأمرُ فيه نبيُّه صلى الله عليه وسلم بالإحسان في كلِّ شيءٍ حتى الحيوان ، فيقول صلى الله عليه وسلم : ” إنَّ الله كتبَ الإحسان على كلِّ شيءٍ ، فإذا قتلتم فأحسِنوا القِتلة ، و إذا ذبَحتم فأحسِنوا الذِّبحة ” .
- كمال هذا الدين و جماله ، فإننا نرى أن الله وصف الإسلام و خصَّه بالكمال ،
كما في قوله تعالى : ” اليومَ أكملتُ لكم دينكم و أتممتُ عليكم نِعمتي ” ،
و كمالُه اقتضى أنَّه ليس بناقصٍ ، و لا يقبلُ زيادةً ليست على أصوله المشروعة .
و هو جميلٌ ، ففيهِ رعايةُ جانب الجماليات الإنسانية ، و الجماليات الكونية ،
و كان وصفُ الجمالِ واضحاً في شرائعِه ، يقول تعالى آمراً بالجمال عند الصلاة : { خذوا زينتكم عند كلِّ مسجد } - شمولية الدين الإسلامي ، فهو ليس منحصراً في زاويةٍ ، ولا في معزِلٍ عن أمور الحياة الأخرى ،
و إنما جاءَ مكملاً لجميعِ الضروريات و الإحتياجات و الكماليات الدينية و الدنيوية ،
الفَرْدية و حتى الجماعية ،
قال تعالى : ” و نزَّلنا عليك الكتابَ تبياناً لكلِّ شيءٍ ” ، و قالَ : ” ما فرَّطنا في الكتابِ من شيءٍ ” ،
و ما يزعمه بعضٌ من أنَّ الإسلامَ في منأى عن الحياة الإجتماعية فإنَّ حالَ الإسلام ، و كتابَ الإسلام ، و دينَ الإسلام يُكذِّبُ ذلك .