باحثة تطالب بتطبيق «حركة المهرج الطبي» بالمستشفيات وانتشار «يوجا الضحك» 

قالت باحثة علم النفس ألمانية يني روزندال لوكالات الأنباء "لا أعتقد أن الإمكانات قد استنفدت، حتى لو كان الضحك لا يكتب لنا كوصفة طبية"، مشيرة إلى أن بعض العروض المتخصصة قد تكون مفيدة للوقاية من التوتر أو للأشخاص الذين يعانون من الوحدة، مضيفة أن ما يعرف باسم "حركة المهرج الطبي" وصلت أيضا إلى المستشفيات ، وأكدت أن الضحك ليس له تأثير إيجابي على الحالة المزاجية فحسب، بل يستفيد منه أيضا نظام القلب والأوعية الدموية والجهاز المناعي، مضيفة أن الدراسات لم تكتف برصد التأثير الإيجابي للضحك ، بل وجدت أيضا أن الضحك المصطنع مثل يوجا الضحك له أيضا تأثيرات قابلة للقياس.

و أشارت روزندال إلى أن الضحكة السريعة ليست كافية، وقالت: "أنت بحاجة إلى جرعة من الضحك لتحقيق تأثيرات تعزز الصحة" ، ففي عام 2019 حلّل باحثون هولنديون العديد من الدراسات حول تأثيرات العلاج بالضحك ، وجاء استنتاجهم أنه ربما يكون للضحك المصطنع تأثيرات أكثر إيجابية من الضحك النابع من الفكاهة ، حيث رأى الباحثون أن العلاج بالضحك يمكن أن يكون وسيلة علاجية واعدة.

والضحك المرتبط بالفكاهة له العديد من الفوائد الصحية والنفسية ، ومنها أنه علامة على حسن النية تجاه الآخرين ، و يقلل الضحك من ضغط الدم ، حيث أن الدراسات أثبتت قدرة الضحك على خفض ضغط الدم والوقاية من عدة أمراض أخرى إلى إنشاء نوع فريد من العلاج يُعرف باسم "يوجا الضحك".

أثبتت دراسات أخرى أن العلاج بالضحك يحسن الشعور بالقلق لدى المرضى المصابين بداء باركنسون، ويقلل من القلق والاكتئاب ، ويزيد من التفاؤل واحترام الذات ويحسن الاكتئاب لدى النساء بعد انقطاع الطمث ، وفي بداية موسم البرد والإنفلونزا، قد يكون من الجيد ممارسة بعض العلاج بالضحك، فقد أظهرت العديد من الدراسات قدرته على تعزيز المناعة ، وأيضًا أظهرت دراسات إضافية زيادة في نشاط الخلايا القاتلة الطبيعية بعد العلاج بالضحك أو مشاهدة مقاطع الفيديو الفكاهية.

في عام 2015  نشرت في مجلة الطب البديل أن إجراء ثلاث جلسات علاجية بالضحك لمدة 60 دقيقة أدى إلى تحسن حالات الاكتئاب والمزاج السلبي لمرضى السرطان ، تضمنت الجلسات غناء أغاني مضحكة، والتمدد، واللعب بالأيدي، والرقص، وتمارين الضحك، والتصفيق، والضحك بصوت مرتفع ، واتضح أن نوبة من الضحك العميق يمكن أن تؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب ومعدل التنفس واستهلاك الأكسجين، بشكل مشابه لما يحدث أثناء التمرين، أظهرت دراسة أجريت عام 2009 في المجلة الدولية لأبحاث الفكاهة أن هذه التغييرات تستمر فقط مع استمرار الضحك، فإذا كان بإمكانك أن تضحك هكذا لمدة 30 دقيقة إلى ساعة، فقد تستغني عن النادي الرياضي.

وجدت دراسة أجريت عام 2009 في مجلة Medical Hypotheses فوائد كبيرة للضحك بالنسبة للقلب والأوعية الدموية ، وتوصي الجمعية الأمريكية لصحة القلب بالضحك من أجل قلب صحي وقوي، إذ أظهرت الأبحاث أن الضحك يقلل من حدوث التهاب الشرايين ويزيد إنتاج HDL أو ما يسمى "الكوليسترول الجيد" ، ويخفف الضحك من الشعور بالألم ، ففي القرن الرابع عشر، استخدم الجراح الفرنسي هنري دي موندفيل حسّه الفكاهي لصرف انتباه المرضى عن آلام الجراحة ومساعدتهم خلال فترة النقاهة، ووفقًا للباحثين، يمكن تفسير هذه النتائج من خلال عمل الإندورفين الناتج عن الضحك.